الاوسمه : عدد المساهمات : 54 تاريخ التسجيل : 15/07/2011 الموقع : www.egypt-myland.com
موضوع: لا لإحياء الجسد الميت الأربعاء يوليو 20, 2011 4:18 am
لا لإحياء الجسد الميت
قد يرى البعض أن التعديلات الدستورية التى سيتم الإستفتاء عليها يوم السبت 19 مارس هى السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة .. وتخطى مرحلة حرجة تمر بها البلاد فى وقتنا الحالى .. ويدلل هؤلاء المؤيدين على أن التعديلات التى ستتم على بعض مواد الدستور الخاصة بتنصيب الرئيس هى خطوة إيجابية على طريق الدولة المدنية المرتقبة وأن مصر بذلك ستخرج من حكم العسكريين والإستبداد المطلق للحاكم إلى حكم تصل مدته أربع سنوات فقط للرئيس .. تمهيداً لإعداد دستور جديد يليق بالدولة المدنية التى ينشدها الجميع .. مادونا شاكر
17 مارس 2011
أما البعض الآخر فيرى أن التعديلات الدستورية ما هى إلا إحياء أو إنعاش لجسد ميت بزراعة بعض الأعضاء الجديدة له لإعادته مرة أخرى للحياة أو هى مجرد ترقيع لثوب بالى عفى عليه الزمن وإنتهت صلاحيته .. ويدلل من يعترضون على تلك التعديلات بأنه برحيل النظام لابد وأن ترحل معه كل أدواته ورجاله ودستوره وينتهى ذلك العصر الإستبدادى بلا رجعة .. والبدء فى فتح صفحة جديدة بنظام جديد ودستور جديد ووجوه جديدة جديرة بمرحلة قادمة هامة تشكل تاريخ مصر والمصريين عموماً بدأت بقيام ثورة 25 يناير وتكمل مشوارها إلى لحظتنا الراهنة .. وأرى أن المؤيديون لتلك التعديلات الدستورية لم يفطنوا أو فطنوا جيداً ولكنهم تغافلوا أن هذا هو غرض وهدف الإخوان المسلمون المعرفون بتاريخهم الدموى والجهاديون المتشددون .. وهؤلاء جميعاً يتشدقون ليلاً ونهاراً بالحرية والعدالة والديمقراطية التى سيعيشها المجتمع فى ظل هذه التعديلات واهمين الجميع بطرق عديدة ومختلفة ومتشعبة كالعنكبوت عن طريق ماسجات المحمول أو الذهاب إلى المناطق الفقيرة والعشوائية وما أكثرها محملين بالأوراق النقدية أو المعونات المعيشية لإقناع هؤلاء البسطاء بتأيدهم للتعديلات .. أو الظهور فى لقاءت تليفزيونية كالتى ظهر فيها عبود الزمر فى قناة الجزيرة وإدلائه عندما سُئل .. وماذا عن الأقباط هل من حقهم أن يبنوا كنائسهم ويمارسوا طقوسهم ولهم نفس حقوق المسلمين فى كل شيئ ؟ .. أجاب بالطبع ولما لا يكون لهم نفس الحقوق وهم مصريين مثلهم مثل أى مواطن آخر .. كان عبود الزمر يضحك ضحكة صفراء وهو يتحدث كأنما ملك زمام الامور بعدما كان سجيناً إرهابياً لمدة 30 عاماً .. ضحكته الصفراء كانت تظهر مكره ودهاءه الذى لا يستهان به فهو يعرف كيف يتلون وقتما يلزم الأمر .. عبود الزمر الذى كان يعمل يوماً ما ضابطاً فى القوات المسلحة برتبة عقيد .. وكان عضواً نشطاً فى جماعة الجهاديين وخطط معهم كيفية إغتيال الرئيس المؤمن بدم بارد يتكلم عن الحرية والعدالة هل يمكن أن يصدق عقل كلام هذا الرجل ؟!!!! ..
بهذه الوجوه الملونة الخبيثة التى تظهر غير ما تبطن يتكلم الإخوان والجهاديين .. ويخدعون الآلاف بوجوه باسمة ودودين مرحبين بالديمقراطية والحرية والمدنية التى سيتساوى فيها الجميع تحت لواء المواطنة .. لقد خطفوا الثورة ولكنهم لم يستطيعوا أن يخطفوا عقول شباب الثورة الحقيقيين أو فئة المتنورين والمثقفين والمعتدلين ..
والسؤال الآن هل يمكن للمصرى الواعى حتى لو كان إنساناً بسيطاً لم يتلقى القدر الكافى من التعليم أو لم يتلقى نهائياً أن يقتنع بتصاريح مثل هؤلاء الدمويين الذين يسعون لتحويل مصر إلى دولة دينية يستعبد فيها المصرى ويعود بنا إلى عصور التخلف والرجعية والدموية .. هل يمكن أن يخرج من الإخوان أو الزمر شيئاً صالحاً يفيد مصر والمصريين ؟!! هل يقتنع أحد بأن مثل هؤلاء يحبون مصر ؟!! ..
أجل التعديلات الدستورية تصب فى مصلحة هؤلاء لأنها تعجل بتوغلهم وقفزهم إلى سدة الحكم بسرعة الصاروخ التعديلات الدستورية لم تتحدث عن حقوق المواطنين فى بلدهم ورفضها لن يُدخل مصر فى منحنى خطير وتدهور أمنى كما يشيع البعض وكما يوهمنا المستفيدين منها وكما صرح طارق البشرى فى جريدة الأخبار .. إنما إصرارنا كمصريين على رفض تلك الترقيعات الدستورية وتكملة مشوار الألف ميل الذى بدأ بالخطوة التاريخية يوم 25 يناير هو ما سيتنشل بلادنا من هذا الحال المذرى الذى زرعونا فيه ورسخوه بداخلنا دائماً ..
لذا يجب على كل مصرى مخلص وأمين يحب مصر من كل قلبه ويريد الخير لها ولأولاده من بعده أن يرفض هذه التعديلات ويقول لا وألف لا لدولة دينية مستبدة أو لإحياء جسد النظام الذى مات .. ومات معه الماضى الأليم .