:
يرجع السبب الرئيسي لدخول بدعة تأليه العذراء وعبادتها إلي الكنيسة الأرثوذكسية إلي البابا كيرلس الأول الملقب زورا بعامود الدين وهو البابا رقم 24 علي الكرسي الإسكندري، ففي صراع هذا البابا ضد... نسطور بطريرك القسطنطينية حول طبيعة المسيح تمسك هذا البابا بتلقيب العذراء بوالدة الإ له لكي يؤكد علي إتحاد الطبيعة الإلهية بالطبيعة الإنسانية في شخص مولود العذراء الرب يسوع المسيح وقنن هذا اللقب في مجمع أفسس المسكوني الثالث عام 431م ووضعه في صلاة رسمية أدخلها إلي طقس الكنيسة الأرثوذكسية وتسمي "مقدمة قانون الإيمان" ونصها هو:"نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة مريم والدة الإله لأنك ولدت لنا مخلص العالم أتي وخلص نفوسنا. المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح فخر الرسل إكليل الشهداء تهليل الصديقين ثبات الكنائس غفران الخطايا...الخ" وفي هذه الصلاة تقدم الكنيسة للعذراء أولا وقبل المسيح التعظيم والتمجيد (العبادة) وبعد ذلك تقدم للمسيح التمجيد فقط دون التعظيم، وبهذه الصلاة الكارثة فتح البابا كيرلس الأول (عامود الدين!!!!!) الباب علي مصراعيه لدخول سيل جارف من التسابيح والصلوات والتعبدات التي تقدم للعذراء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية علي مدار السنة خاصة في صومها وفي شهر كيهك (الشهر المريمي )
*لقب"والدة الإله" في الميزان:
هذا اللقب لم يرد في الكتاب المقدس بعهديه علي الإطلاق أما اللقب الشائع للعذراء في الكتاب هو "أم يسوع" وقد لقبتها أليصابات نسيبتها بلقب " أم ربي" أي" أم سيدي" حين استقبلتها قائلة:"من اين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي"(لو43:1) وخطورة هذا اللقب أنه يحمل في طياته ،سواء أردنا أو لم نرد أو سواء أراد البابا كيرلس الأول أو لم يرد، التأليه للعذراء ويوحي بأنها المصدر للاهوت المسيح وليس لناسوته فقط ، لذلك فحينما تكلم الكتاب عن النسل الذي جاء منه المسيح قال "من جهة الجسد" أو"حسب الجسد" إتقاءا لشبهة تأليه العذراء أو إعتبارها مصدرا لللاهوت ففي رسالة رومية يقول الوحي الإلهي عن المسيح ابن الله:"الذي صار من نسل داود من جهة الجسد وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات " (رو3:1-4) ويقول أيضا عن مجئ المسيح من نسل اليهود : " ومنهم المسيح حسب الجسد"(رو5:9) فلو لم يتجاهل البابا كيرلس الأول عبارة"حسب الجسد" هذه التي أكد عليها الكتاب لما جعل الكنيسة الأرثوذكسية تخطئ وتنجرف إلي عبادة العذراء وتأليهها.
*شهادة عالم أرثوذكسي كبير:
ويؤكد العالم الأرثوذكسي الكبير الأب متي المسكين علي حقيقة وضع العذراء موضع المسيح( الإله المعبود) في طقوس وتسابيح وصلوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، ويؤكد ان هذه التسابيح والصلوات ترجع إلي القرن الخامس الميلادي أي إلي زمن مجمع أفسس المسكوني الثالث والبابا كيرلس الأول الذي جعل الكنيسة الأرثوذكسية تخطئ فيقول : " إن التقليد الكنسي الذي مارسه المؤمنون لتكريم العذراء بصورته الحالية الغامرة في الطقوس والصلوات والتسابيح بدأ متأخرا نوعا ما إذ لا نستطيع ان نتتبعه إلا إلي زمن مجمع أفسس فقط أي سنة 431 م أي منذ أن بدأت الكنيسة تنتبه إلي أهمية إبراز شخصية العذراء القديسة مريم كوالدة الإله"(العذراء القديسة مريم- ثيؤتوكوس-الأب متي المسكين- ط.3/1993- ر.إ.8824/93- ص 12)
ويضيف الأب متي المسكين بنفس المرجع السابق وفي ص. 28 قائلا : " كثير من العلماء والكتاب الكنسيين دخلوا هذا المضمار وملئوا صفحات كثيرة من الكتب من أوصاف العذراء تبدو في شكلها وألفاظها وتصاويرها جميلة ولكن يعوذها الإنطباق اللاهوتي السليم والحبك المنطقي والمعنوي حتي بعد قليل من الفحص والتأمل تبدو هذه الأوصاف خاطئة ومنحرفة أغلبها يعتبر إفتئات اعلي العلاقة اللاهوتية السليمة التي تربط العذراء بالرب يسوع بل وبعضها يضع المسيح موضع العذراء والعذراء موضع المسيح فتتبادل أوصاف كل منهما مع الاّخر في نفس الصفحة الواحدة مما يشمئز منه الذوق اللاهوتى السليم"