Free advertising Free advertising
.
Get our toolbar!Picture



 
الرئسيهالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
» السبكي: عبلة كامل قررت الاعتزال الفنيآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 01, 2011 7:25 pmمن طرف» ثوره العابرين اعتصام التحرير يوم 25-11-2011آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 7:30 pmمن طرف» سبحان ربي ما خلق قط بثلاث عيون آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 1:06 amمن طرف» احذر شهود يهوهآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 26, 2011 3:12 amمن طرف» وعظة الاخ فايز مع ترنيمةآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 17, 2011 2:50 amمن طرف» حياة المسيح \الامثالآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 12, 2011 1:59 amمن طرف» انا مخافش انا ابن الملك\خواطر آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 11, 2011 12:45 amمن طرف» لماذا تكلم المسيح بأمثال ؟آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 06, 2011 8:47 pmمن طرف» المحبة الناقصةآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 05, 2011 12:29 pmمن طرف» ربى يسوع حبيبىآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 01, 2011 4:41 pmمن طرف» وفاة الفنان كمال الشناوي آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 31, 2011 5:29 amمن طرف» صًلبالمسيح وقيامته آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 31, 2011 5:23 amمن طرف» ترانيم رامي عياشآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأحد أغسطس 28, 2011 4:21 amمن طرف» الخطيئة الاولى من التكوين آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالسبت أغسطس 27, 2011 2:47 amمن طرف» ترنيمة انت وحدك تستطيعآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 26, 2011 8:08 pmمن طرف» الاب مكاري يخرج شيطان من سلفي باسم يسوعآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 26, 2011 2:45 amمن طرف» ياسلام هذا الحيوان غريب ههههههههههههههههآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 26, 2011 2:37 amمن طرف» اروع ترنيمة تمجد عمل اللهآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 26, 2011 2:14 amمن طرف» حوارمع مسلمة ومسحية آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 26, 2011 2:08 amمن طرف» الدم والعهد\الاب دنيالآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 26, 2011 1:50 amمن طرف» حوار مع اخ مسلمآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالخميس أغسطس 25, 2011 10:56 amمن طرف» سجل حضورك اليومي بايهآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالخميس أغسطس 25, 2011 10:47 amمن طرف» ايات من الكتاب عن الشبطان عدونا الرئيسيآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالخميس أغسطس 25, 2011 2:39 amمن طرف» حياة المسيح \لقاءتهآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 23, 2011 5:29 pmمن طرف» ايات من الكتاب المقدس آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 23, 2011 4:54 pmمن طرف» ترنيمة لولا النعمة آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 23, 2011 12:42 amمن طرف» اروع تضحية لفداء آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 22, 2011 3:32 pmمن طرف» حياة المسيحآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 22, 2011 1:11 amمن طرف» حياة المسيحآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأحد أغسطس 21, 2011 2:13 amمن طرف» ترنيمة أتي أليك آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأحد أغسطس 21, 2011 12:06 amمن طرف» افضع الحوادث السيارات في الصينآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالسبت أغسطس 20, 2011 11:01 pmمن طرف» فنان عراقي يقلد الممثلين آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 19, 2011 9:53 pmمن طرف» اجمل تقليد مع خالد ابو انجا آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 19, 2011 9:51 pmمن طرف» ياسلام على الرياضة المضحكة آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 19, 2011 9:31 pmمن طرف» عمل الكنافة والف عافية آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 19, 2011 9:26 pmمن طرف» علشان مين جيت يايسوعآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 19, 2011 9:15 pmمن طرف» فيديو ترنيمه انده عليك بدمعى تجينى رووووووعه بجدآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 19, 2011 12:11 pmمن طرف» حياة المسيحآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 19, 2011 3:58 amمن طرف» اجمل اغنية لهاني شاكر لابنه المرحمة ديناآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 1:56 pmمن طرف» اجمل فساتين السهرةآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالخميس أغسطس 18, 2011 1:39 amمن طرف» اعمال المسيح المعجزيةآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 10:29 pmمن طرف» استقالة المتحدث الرسمى لحزب النور السلفىآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 5:14 pmمن طرف» أهالى شارع السودان يقطعون الطريق بسبب سيارة ميكروباصآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 5:08 pmمن طرف» نيابة العاشر تأمر بسرعة ضبط قاتل طفلة زوجته لبكائهاآلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 5:01 pmمن طرف» انا خادم مين زي ؟؟آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 4:37 pmمن طرف» وعظة الاب دانيال آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 4:24 pmمن طرف» اجمل مواقف رياضية آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 12:45 amمن طرف» كل واشبع والف عافية آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 12:40 amمن طرف» اخبار منوعة آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 12:36 amمن طرف» اجمل مواقف مضحكة اضحك وانسى همك آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 12:22 amمن طرف

شاطر | 
Support Alkarma
 

 آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
 

بيانات العضو

waled2025
عضو جديد
عضو جديد
avatar

الاوسمه : آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح Jb12915568671
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 15/07/2011
الموقع : www.egypt-myland.com

مُساهمةموضوع: آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح   آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح I_icon_minitimeالأحد يوليو 17, 2011 2:02 pm

آلام المسيح
رؤيا عن آلام المسيح للقديسة آنا آميرتش
مُضافة إلى
تأملات صاغها يسوع عن أحداث آلامه وأهميتها للفداء
أملاها على السيدة كاتيا ريفز

بنعمة المسيح


مقدمه


القديسة " آنا أمرتش "

وًلدت بألمانيا في 8 سبتمبر 1774 وتنحيت فى 9 فبرار1824, وهبها الرب موهبة رُؤيةِ الماضي والحاضر والمستقبل في رّؤىِ داخلية تعتبر أعظمَ ما امتلكه أي شخص آخر في التّاريخِ. أصبحتْ آنا أمرتش راهبةَ بدير القديس أوغسطينوس فى 13 نوفمبر 1803 وتُمكنُت من أَنْ تَفْهمَ اللغة اللاتينية الطّقسية. خلال أخر أثنى عشر سنة من حياتها لم تَأْكلَ أي طعامُ سوى العشاء الرباني ولم تشرب أي شرابِ سوى الماء، كانت تَقتاتُ بالكامل على القربان المقدسِ. منذ عام 1802 وحتى نياحتها ظهرت عليها جراحَ تاجِ الشّوكِ، ومنذ عام 1812 ظهرت بها جراح المسيح كاملةِ، تتضمن صليب على قلبها وجرحِ الحربة
امتلكت آنا أمرتش موهبة قراءة القلوب، ورأت بالتّفصيل حقائق الإيمان المسيحي التي يقبلها معظمنا ببساطة وكذلك الحقائق الأساسية عن الملائكة والشياطين وحياة كل من الرب يسوع وأمنا العذراء المباركة والوجود الحقيقي للسيد المسيح في العشاء الرباني المقدس ونعمة الأسرار الدينية, كل هذه الحقائق رئتها كحقيقة. رؤاها جعلت العالم يحيا الأمور الخفية. رُؤى القديسة آنا أمرتش لآلام مُخلصنا استمرّتْ من 18 فبرايرِ إِلى 6 أبريلِ 1823.

كاتيا ريفز
رائية من إحدى مدن بوليفيا. وكعلامة عن وجود حياة السيد المسيح فى أولاده ما حدث للسيدة كاتيا ريفز, لقد أخذت حياتها فى التغيير منذ أن بدأت تحدث لها بعض الأشياء الخارقة جدا. ففي أكتوبر1994 ذهبت كاتيا إلى الولايات المتحدة، حيث كانت تؤمن أنّ السيدة مريم العذراء قد ظهرت. فحدث لها أنها عندما سجدت أمام الصّليب حدث لها ما قالته: " لقد رأيت نور حول السيد المسيح، نور قوي جدا. وبعد ذلك رأيت من الضروري أن أقدم حياتي إلى الرب لكي يستخدمها فى أي عمل يريد أن يستخدمها فيه، لأعطيه الشكر عن كل ما قد فعله من أجلى "
تصف كاتيا كيف جاءت أربعة إشعاعات قوية جدا من الضّوء من أيادي وأقدام وجنب السيد المسيح المصلوب إلى يديها وقدميها وقلبها. الألم كان قوياً جدا حتى أنها سقطت على الأرض. بعد ذلك بيومين اخبرها يسوع بالآتي في كوستاريكا:
" تمتعي بالعطية التي قد أعطيتها لك فى كونيرس لأنه هناك عديد من الناس سألوني أن يشاركوني ألام صليبي وهذا أعطيه لمن يقدر أن يحبني بالقدر الذى أحتاجه أن أٌحب به "
طلبت كاتيا أنّ تظل الجراحات مخفية لكن الرب يسوع قال لها:" الآن، لا، من الضروري أن يرى الجميع هذا . "
كاتيا لم تكمل دراستها الثانوية ولم تدرس اللاهوتيات والعجيب أنها كتبت ثمانية كتب لرّسائل للرب يسوع التى أقرتها الكنيسة البوليفية بعد ذلك.
لقد تم مزج الرسالة التى يتأمل فيها الرب يسوع فى آلامه فى جَثْسَيْمَانِي والجلجثه والتى أملاها على كاتيا مع الرؤيا التى رأتها القديسة آنا أميرتش عن آلام الرب يسوع فى نص واحد, ولأن المسيح هو هو الأمس واليوم وإلى الأبد, لم يوجد أدنى تعارض بين النصين صار لدينا رؤية رائعة وواقعية عن أهم حدث فى تاريخ البشر, ألا هو الفداء مع تأملات إلهية صادرة عن رب المجد عن آلامه وصلبه.
لقد صدقت يا لسان العطر, يا فيلسوف المسيحية الأول, أيها القديس بولس, عندما قال الروح القدس على لسانك : " فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا "
ليكن هذا العمل لأجل مجد الثالوث القدوس الأب والابن والروح القدس, ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين

الفصل الأول: حديث السيد المسيح في الهيكلِ.
اليوم بعد عودتِه إلى بيت عنيا، ذَهبَ السيد المسيح إلى الهيكلِ ليعلم، ورافقتْه أمِه كلية القداسة جزء من الطريقِ. لقد كَانَ يُهيّئُها لآلامِه القادمةِ، وأخبرَها بأنّ وقتَ إتمام نبوءةِ سمعان الشيخ, بأنَّ سيف سيَطْعنُ نفسها، قد قُرْب. قال لها أنهم سيَخُونُونه بقسوة، ويسجنونه ويهينونه ويَقْتلُونه كفاعل شر، وكُلّ شئ سيَقِعُ تحت عينِيها. تَكلّمَ السيد المسيح لمدة طويلة عن هذا الموضوعِ، واضطربت مريم بشدة.
أقام السيد المسيح في بيتِ مريم أم مرقص الذي يبعد حوالي رُبع سّاعة مِنْ الهيكلِ، ولذا يُقَال " خارج المدينةِ ". فى اليوم التالي، بَعْدَ أَنْ غادرَ اليهود الهيكلَ، بَدأَ السيد المسيح يُعلم فيه علانية وبكل جديّة. كُلّ الرسل كَانوا في أورشليم، لَكنَّهم ذَهبوا إلى الهيكلِ مُنفصلين ومن جهاتِ مختلفةِ. كان السيد المسيح يُعلم في القاعةِ الدائريةِ التي تَكلّمَ فيها عندما كان في الثانية عشر من العمر. المقاعد كَانت قَدْ جُلِبتَ للجمهورِ، واحتشدت جموع عظيمة جداً مِنْ الناسِ. يمكن القول أن آلام السيد المسيح قد بُدِأت الآن، لأنه كَانَ يَمْرُّ بعذاب داخليِ عظيم مِنْ حُزنِه المرِّير على عنادِ البشر.
في هذا اليوم واليوم التالي أقامَ السيد المسيح في بيتِ خارج بوابة بيت لحم حيث أقامت مريم عندما قدّمتْه في الهيكلِ. يتَألّفَ السكن مِنْ عِدّة شُقَق تُجاورُ أحدهما ألآخري، وكان هناك رجلُ يعمل كمشرفِ. عندما ذهب السيد المسيح إلى الهيكلِ، كان يصحب بطرس ويعقوب الكبير ويوحنا؛ جاءَ الآخرينُ فرادي. أقام التلاميذ والرسل مَع لعازر في بيت عنيا. فى اليوم التالي، بعد التعليم في الهيكلِ مِنْ الصباحِ حتى الظهرِ، كان الفريسيين حاضرين تعاليمه، عادَ السيد المسيح إلى بيت عنيا، حيث تَكلّمَ ثانيةً مَع أمِّه عن آلامِه القادمةِ. تَكلّموا وقفين في كوخِ مفتوحِ في فناءِ البيتِ.
نيقوديموس ويوسف الرامي وأبناء سمعان وتلاميذ آخرين لَمْ يَظْهُروا علانية في الهيكلِ أثناء أحاديث السيد المسيح. عندما غياب الفريسيين، كان هؤلاء التلاميذ يستمعون للسيد المسيح مِنْ بعيد. في عظته فى هذا اليومِ، كرّرَ السيد المسيح مثل الحقلِ الممتلئ بالأعشاب الضارةِ. أنه يجب العمل بحرص بألا تُقتلع الحبوب الجيدة عند اقتلاع الأعشاب الضارةِ، قدّمَ السيد المسيح هذه الحقيقةِ إلى فريسي العالمِ بغاية القوة, وبالرغم من امتلائهم بالغضبِ، إلا أنهم لم يَستطيعونَ أخفاء شعورهم بالرضا الداخلي. في تعليم لاحق، انزعاجهم قادَهم لغَلْق مدخلِ القاعةِ كي لا يَزداد المستمعون.
علّمَ السيد المسيح فى هذا اليومِ حتى وقتٍ متأخرٍ من الليلِ. أنه لم يُبدي أي تلميحات عَنيفةِ في الوَعْظ، لكنه التفت أحياناً إلى هذا الجانبِ، وأحياناً إلى ذلك الجانب. قالَ أنّه جاءَ لأجل ثلاث أنواعِ مِنْ الناسِ، وبقُولُ هذا، أشار إلى ثلاث جوانبِ مختلفةِ مِنْ الهيكلِ، تُعبّرُ عن ثلاث مناطقِ مختلفةِ مِنْ العالمِ، حيث كَانتْ كلها تتَضمّن المُختارين.
قبل هذا، وهو فى طريقِه إلى الهيكلِ، قالَ للحواريين الذين مَعه أنه عندما ينبغي أنْ يَتركهم، يَجِبُ أَنْ يَنْشدوه في الظهرِ. بطرس، الجريء دائماً، سَألَه ما المقَصودَ بـ "في الظهرِ". حينئذ سَمعتُ السيد المسيح يقول " فى الظهر تكون الشمس فوقنا مباشرة ولا توجد هناك ظِلال. في الضُّحى‏ والمساء يتبع الظل النور، وفى منتصف الليل تسُودُ الظلمة, لهذا أطلبوني في ضياء الظهر الكاملِ. وأنتم سَتَجِدُونني في قلوبِكَم، لا تجلبوا أي ظِلِّ يَحْجبُ ضياءه." حَملتْ هذه الكلماتِ بَعْض التلميحِ إلى أجزاءِ مختلفةِ مِنْ العالمِ، لكني لا أَستطيعُ تَذْكرها الآن.
واصل اليهود غطرستهم. فأغَلقوا السورَ حول كرسي المعلّمَ وأغلقَوا حتى المنصة نفسها. لكن عندما دَخلَ السيد المسيح، مَع التلاميذ القاعةَ ثانيةً، أمسك بالسورَ فانفتح من تلقاء نفسه، والمنصة تحُرّرَت بلمسِة يَدِّه. أنى أَتذكّرُ بأنّ كثيرين مِنْ تلاميذ يوحنا المعمدان وبَعْض المُواليين‏ السريينِ للسيد المسيح كَانوا موجودين، وأنّه بَدأَ بالتكَلم عن يوحنا وسْألُ ماذا يظنون عنه وماذا يظنون عنه هو نفسه. لقد رَغبَ أَنْ يُعلنوا أنفسهم بجرأة، لَكنَّهم كَانوا يَخْشونَ الكَلام. قدّمَ لهذا الحديثِ، بمثل الأبّ والابنان. أوصاهم والدِهم أن يروا حقل مُعين. وافق أحدهم لكنه لم يطيعَ. رفض الآخر لكنه ندمَ ونفّذَ ما طُلب منه. أسْهَبَ‏ السيد المسيح طويلاً في هذا المثلِ. لاحقاً، بعد دخولِه أورشليم، علّمَ بشأنه مرة أخري.
فى اليوم التالي بينما كان المسيح مُسافرا مِنْ بيت عنيا إلى الهيكلِ، حيث سبقه تلاميذه لأعداد القاعةَ, صَرخَ رجل أعمى خلفه على الطريقِ وتَوسّلَ إليه أن يُشَفَيه، لكن السيد المسيح مَرَّ عليه. أستاء التلاميذ من هذا. في حديثِه، أشارَ السيد المسيح إلى الحادثةِ، وقدم أسبابَ تصرّفُه هكذا. قال إن الرجل كَانَ أعمى في النفس أكثر من كونه أعمي فى الجسد.
كلماته كَانتْ جادة جداً. قالَ أن هناك كثيرين مِنْ الحاضرِين لا يُؤمنْون به وأنهم لاحقَوه فقط من خلال حب الاستطلاع. وأنهم سيَتخلّونَ عنه في ساعةِ التجربة. أنهم مثل أولئك الذين يتَبعَونه طالما أنه يغَذّيهم بخبزِ الجسدِ، لكن عندما ينتهي ذلك، يتَفرّقون في كافة الاتجاهات. أضافَ أن أولئك الحاضرِين يَجِبُ أَنْ يُقرّرَوا الآن. أثناء هذا الكلامِ رَأيتُ كثيرَين يَخْرجونَ، وفقط أكثر من مائة بقليل ظَلّوا حول الرب.
رَأيتُ السيد المسيح يبكي على هذا الارتداد عند عودتِه إلى بيت عنيا. كَانَ ذلك قُبَيلَ مساء اليوم التالي عندما تَركَ السيد المسيح بيت عنيا ليذِهب إلى الهيكلَ. كَانَ يصاحبه ستّة مِنْ تلاميذه، الذين مَشوا خلفه. هو بنفسه، عند دُخُول القاعةِ، وَضعَ المقاعدَ ورتّبَها، مما أثار دهشة التلاميذ. في تعليمه تأثر بما هو عتيد أن يفعله، وقالَ أنّه سيَتْركَهم قريباً. فى السّبتِ التاليِ علّمَ السيد المسيح في الهيكلِ مِنْ الصباحِ حتى المساء، قضي جزء من الوقتِ بمفرده مع التلاميذ والرسل فقط، وجزء آخر في قاعةِ المحاضرات حيث يستطيع الفريسيين المُخْتَفينِ واليهود الآخرينِ أَنْ يَسْمعوه. تَنبّأَ للتلاميذ والرسل بتعبيرات عامة عما سيَقعَ لهم في المستقبلِ. فقط فى الظهر تَوقّفَ لفترة قصيرة. أشارَ إلى الفضائلِ المَغْشُوشةِ، إلى الانجذاب إلى محبِّة الذات واشتهاء السيطرة؛ تكلم عن التواضعِ الممَزوجَ بالخُيلاءِ؛ وأظهرَ كَمْ هو سهل الانزلاق إلى كُلّ تلك الأشياء الشريرة. قالَ أنّ كثيرِين آمنوا بأنّها مملكةً دنيويةً والبَعْض توقع منصبِ مُشرفِ فيها؛ وأنّهم تَمنّوا بوسائلِه أَنْ يُصبحَوا مرتفعين بدون ألمِ أَو مشاكل من جهتهم، تماما كما أرادت أمّ أبني زبدي التقية منه عندما التمست موضع مُميّزَ لأولادها. لقد مَنعَهم من تكويم الكنوزِ المعرضة للفساد وندّدَ بالجشعِ. لقد شَعرتُ بِأَنّ هذا موجه نحو يهوذا.
تَكلّمَ أيضاً عنْ إماتة الجَسَد‏، عن الصلاةِ، عنْ الصوم، وعنْ النفاقِ الذي يُؤثّرُ على عديد من هذه الممارساتِ المقدّسةِ؛ وهنا أشار إلي غضبِ الفريسيين ضدّ التلاميذ منذ سَنَة عندما نَزعَ بَعْض التلاميذ حبوب الذرةِ. لقد كرّرَ عديد مِنْ وصاياه السابقةِ وأعطىَ بَعْض التفسيراتِ العامّةِ عن بعض تَصَرُّفاته فى الماضي. أشارَ إلى غيابِه الأخيرِ عنهم، مَدحَ تصرّفَ التلاميذ أثنائه، إشارة إلي أولئك الذين رافقَوه، مادحاً اجتهادهم وسلاستِهم وتذكّر بأي سلامِ كانت الرحلة مَعهم. لقد تَكلّمَ السيد المسيح بانفعال‏ شديد.
حينئذ تأثر بقُرْب إنجازِ مهمّتِه وقرب آلامه والاقتراب السريع لنهايتِه، وأنه قبل ذلك ينبغي أن يدخل أورشليم. لمّحَ إلى المعاملةِ القاسيةِ التي سيَلاقيها، لكنه أضاف أنّه لابد أَنْ يَعاني، ويَعاني جداً، كي يَرضي العدل الإلهي. تَكلّمَ عن أمِّه المباركةِ، ذاكراً إِنَّهَا أيضاً لابد أَنْ تَعاني مَعه، وبأي شكل سَتُتأثّرُ. فَضحَ الفسادَ العميقَ وذنوبَ البشر، وشَرحَ أنه بدون آلامِه لا يستطيع إنسان أَنْ يبرئ. غضب اليهود وسخروا عندما تَكلّمَ السيد المسيح عن معاناته وعن قدرتِهم لإرْضاء الخطيةِ، وغادر البعض مِنْهم القاعةَ لإخْبار الغوغاءِ الذين عَيّنوا للتَجَسُّس على السيد المسيح. لكن السيد المسيح خاطبَ أتباعَه قائلاً لهم أَلا يَضطربوا، لأنّ ساعته لم تحين بعد، وأَنَّ هذا أيضاً جزء من آلامِه.
في هذه الوصية أشار إلى العُلية، بدون أن يذكر أسمها، أشار إلى البيتِ الذي سيَأْكلُ فيه العشاء الأخيرِ والذي سينالون فيه لاحقاً الروحَ القدس. تَكلّمَ عن تَجَمُّعهم فيه وعن تَنَاوُلهم الطعام الذي يهبهم القوة والحياةِ التي فيه هو نفسه وأنه سيَمْكثُ مَعهم إلى الأبد.
كانت هناك بَعْض التلميحات أيضاً عن تابعِيه الذين يتبعونه فى الخفاء، أبناء سمعان وآخرين. لقد عَذَر‏هم أمام التلاميذ الظاهرين وأشار إلى حذرَهم كضرورة، لأنهم, كما قالَ، كَانَ عليهم مهام مختلفة.
كما َأتي بعْض الناسِ مِنْ الناصرة إلى الهيكلِ بدافع الفضول ليسَمْعوه، قالَ، بطريقة ما ليفَهْموا، أنّهم لم يكَونوا جاديّن.
عندما وقف التلاميذ والرسل وحدهم حول السيد المسيح، تأثر بعديد مِنْ الأشياءِ التي ستَقِعُ بعد عودتِه إلى الأبِّ. قالَ لبطرس أنَّه لديه الكثيرُ ليعَانيه، لَكنَّه يَجِبُ أَنْ لا يَخَافَ، قال أنه يَجِبُ أَنْ يَقف صْامداً عَلى رَأسِ الجماعة (الكنيسة)، التي ستَزِداد بشكل رائع. لثلاث سَنَواتِ يَجِبُ أن يظل هو ويوحنا ويعقوب الصغير مع المؤمنينِ في أورشليم.
ثمّ تَكلّمَ عن الشابِ الذي سيكون أول من يريق دمِّه من أجلَهُ، لكن بدون ذِكْر اسطفانوس بالاسم، وعن تحولِ مضطهدِه، الذي سيَعمَلُ بعدئذ في خدمتِه أكثرُ مِنْ الآخرين. هنا أيضاً، امتنعَ عن ذكر اسمِ بولس. سامعو السيد المسيح لم يَستطيعونَ أَنْ يَفْهموا كلماته الأخيرةَ بسهولة. لقد تَوقّعَ الاضطهاد الذي سيَنْشأُ ضدّ لعازر والمرأة المقدّسة، وأخبرَ التلاميذ أين يَجِبُ أَنْ يَمكثوا أثناء الشهورِ الستّة الأولى بعد موتِه:
بطرس ويوحنا ويعقوب الصغير يجب أَنْ يمْكثَوا في أورشليم؛ زكا عليه أَنْ يَذْهبَ إلى منطقةِ الجليل؛ فيليبس وبارثليماوس إلى جيسور داخل حدود سوريا. بهذه الكلماتِ، رَأيتُ رؤية للحواريين الأربعة يعْبرون الأردن قُرْب أريحا، وبعد ذلك يَسِيرون شمالاً. رَأيتُ فيلبس يَشفي امرأة في جيسور حيث كان في بادئ الأمر محبوباً جداً، مع ذلك لاحقاً أُضطهدَ. لَيسَ بعيدَاً عنْ جيسور كَانَ مسقطَ رأس بارثليماوس. أنحدر مِنْ ملك المدينةِ، قريب لداود. أساليبه العذبة ميّزتْه بين التلاميذ الآخرينِ. هؤلاء التلاميذ الأربعة لَمْ يَمْكُثوا معاً؛ لقد عَملوا في أجزاءِ مختلفةِ مِنْ البَلَدِ. جلعاد, حيث ذهب أندراوس وزكا، لم تكن بعيدة عنْ بيلا، حيث قضي يهوذا سَنَواته المبكّرة.
يعقوب الكبير وأحد الرسل أُرسلا إلى المناطقِ الوثنيةِ شمال كفر ناحوم. توما ومتي أُرسلا إلى أفسس، كي يَُعدا البَلَدةَ حيث ستقيم العذراء مريم ذات يوم مع كثيرين ممن آمنوا بالمسيح هناك. لقد تَسائلوا كثيراً بحقيقةِ أن مريم ستَذْهبُ كي تعَيْش هناك. تداوس وسمعان يجب أَنْ يَذْهبا أولاً إلى السامرة، مع ذلك لا أحد أهتمَّ بالذِهاب هناك. كُلّ المُدن المُفَضَّلة وثنية بالكامل. أخبرَهم السيد المسيح بأنَّهم يجب أن يَجتمعوا جميعاً مرّتين في أورشليم قبل أن يُبشّروا بالإنجيلِ في الأراضي الوثنيةِ النائيةِ.
أشارَ إلى رجل يعيش بين السامرة وأريحا، الذي سيُؤدّي مثله عديد مِنْ المعجزاتِ، لكن بقوة الشيطانِ. أنه سيَبدي رغبته فى التحولِ، وهم يَجِبُ أَنْ يَستقبلوه بلطف، لأنه حتى الشيطانِ يَجِبُ أَنْ يُساهمَ في مجدِه. سمعان الماجوسي كان المقُصِودَ بكلماتِ السيد المسيح هذه. خلال هذه التعاليم، التلاميذ، كما في مؤتمر مألوف، سألوا السيد المسيح عن كل ما لم يَستطيعوا فْهمه، وهو فسّرَ لهم كل ما هو ضروريَ. كُلّ شيء كَانَ طبيعيَ جداً. بعد ثلاث سَنَواتِ من الصلبِ أجتمع كُلّ التلاميذ في أورشليم، بعد ذلك غادر بطرس ويوحنا المدينةَ ورافقت مريم يوحنا إلى أفسس. بعد ذلك قام الاضطهاد ضدّ لعازر ومارثا والمجدلية فى أورشليم. ذهبت بعده المجدلية لعُمِلَ كفّارةَ في الصحراءِ، في الكهفِ الذي هَربتْ فيه أليصابات مَع يوحنا خلال مذبحةِ الأطفال.
التلاميذ، في إعادة الشملِ الأولِ هذا، جَمعَوا كُلّ الذين ينتمون إلى جسدِ الكنيسةِ. عندما نِصْف وقتِ حياةِ مريم بَعْدَ صعودَ السيد المسيح، حوالي السَنَةِ السادسةِ بعد ذلك الحدثِ، اجتمع التلاميذ ثانيةً في أورشليم. فى تلك المرة رتّبوا العقيدة، صاغوا أحكامَ، تَخلّوا عن كُلّ ما يمتلكوه ووزّعَوه على الفقراءِ، وقسّموا الكنيسة إلى أبرشياتِ، بعد ذلك تفرّقوا ودَخلوا بلدانَ وثنيةَ بعيدةَ. عند موتِ مريم اجتمعوا كلهم ثانيةً لآخر مَرّة. عندما تفرّقوا ثانيةً فى البلدانِ النائيةِ، كَانَ ذلك حتى الموتِ.
عندما غادرَ السيد المسيح الهيكل بعد هذا الحديثِ، كَمنَ الفريسيين الغاضَبينَ عند كل من البابِ وفي الطّريق، لأنهم كانوا ينَون رَجْمه. لكن السيد المسيح تَفاداهم، مَضى إلى بيت عنيا، ولثلاث أيامِ لم يذَهبَ إلى الهيكلِ. أرادَ إعْطاء التلاميذ والرسل وقّت ليفكروا فيما سَمعوه. في غُضُون‏ ذلك أشاروا إليه لمزيد من التفسيرِ لعديد مِنْ النقاطِ.
أوصاهم السيد المسيح أن يسجلوا ما قالَه بالنسبة للمستقبلِ. رَأيتُ نثنائيل الذي كان عريس، الذي كَانَ ماهرا جداً فى الكتابة، فعلَ ذلك، ولقد ذُهلت من النبوءاتَ. نثنائيل في ذَلِك الوَقت لم يكَنَ له اسمُ آخرُ. فقط في المعموديةِ نال أسم أخر.
خلال هذه الأيامِ، جاءَ ثلاثة شبابَ إلى لعازر في بيت عنيا مِنْ مدينةِ سوخار الكلدانيةِ، ودبّر لعازر لهم بمشقّة‏ مَسْكن‏ في خان‏ الرسل. هؤلاء الشبَّانِ كَانوا طوال ونحيلين جداً، بغاية الوسامة والنشاط جداً، وأكثر نبلاً في الشكلِ مِنْ اليهود.
تَكلّمَ السيد المسيح بضعة كلمات معهم وأرشدَهم إلى القائد الروماني لكفر ناحوم، الذي كَان وثني مثلهم، وهو سيُوجّههم. ثمّ رَأيتُ الشبَّانَ مع القائد الروماني, الذي كَانَ يَروي لهم شفاء خادمِه. أخبرَهم بأنّه من خلال الخزي من الأصنامِ التي كَانتْ في بيتِه، ولأنه كَان فقط وقت الذي كان فيه الكرنفال الوثني يُحتفلَ به، أستجدى من السيد المسيح، أبن الرب، أَنْ لا يَدْخلَ إلى عائلتِه الوثنيةِ.
خمسة أسابيعِ قبل أن يحتفل اليهود بعيدِ الفصح، أحتفل الوثنيون بكرنفالِهم، سلّموا خلاله أنفسهم إلى كُلّ أنواع الممارساتِ السيئة السمعةِ. القائد الروماني كورنيليوس بَعْدَ أن تحول أعطىَ ثمن كُلّ أصنامه المعدنية للفقراءِ، أَو لعَمَل أنية مقدّسة للهيكلِ.
عاد الكلدانيين الثلاثة من كفر ناحوم إلى بيت عنيا ومن هناك عُادوا إلى سوخار، حيث جمّعوا المهتدين الآخرينَ، ومَعهم وكنوزِهم للانضمام الي الملكِ. حتى هذا الوقت ذَهبَ السيد المسيح إلى الهيكلِ فقط مع ثلاثة رفاقِ؛ لكنه الآن بَدأَ بالذِهاب إلى هناك مصحوباً بكل جماعتِه من التلاميذ والرسل.
رَأيتُ الفريسيين يَنسحبونَ من جلسة السيد المسيح إلى القاعاتِ المحيطةِ، ويَنْظرونَ عليه من خلال العقودِ عندما بَدأَ يعْظ ويُنبئ عن آلامِه للتلاميذِ. في جدارِ أحد الأفنية المسوّرة للمبنى‏ أمام مدخلِ الهيكلِ، وقف ثمانية من الباعةِ لبَيْع الأطعمةِ ونوع من الشراب الأحمر في قواريرِ صَغيرةِ. كَانوا كمستوطِنين‏، ولم أَعْرفُ إن كَانوا من المؤمنون أَم لا، لَكنِّي رَأيتُ الفريسيين في أغلب الأحيان يَتسللون حولهم. عندما ذهب السيد المسيح، الذي قضي الليلَ في أورشليم، فى الصباح التالي إلى الهيكلِ ووَصلَ القاعةَ حيث كان هؤلاء الباعةِ، أمرهم أنّ يخرجوا فوراً بكُلّ بضائعهم. عندما تَردّدوا في طاعته، جمع بيديه أشيائَهم وأزالَها. عندما دَخلَ الهيكلَ بعد ذلك انسحبوا بعجالة كأنه يطردَهم.
فى السّبتِ التاليِ، بَعْدَ أَنْ أتمَّ اليهود خدماتِهم المقدّسةِ، علّمَ السيد المسيح ثانيةً في الهيكلِ وأطالَ تعاليمَه حتي وقتٍ متأخرٍ من الليلِ. في تعاليمه لمح كثيرا إلى رحلتِه بين الوثنيين، حتي يُفْهَمَ بسهولة كَمْ جيدا هم كَانوا وكَمْ رغبوا تَلْقي تعاليمه. في مسانده لكلماتِه، أخبرهم بمجئ الكلدانيين الثلاثة الأخيرَ. أنهم لمَ يرَوا السيد المسيح عندما كَانَ في سوخار، لَكنَّهم سَمعوا عن عقيدته، وكَانوا بغاية الإعجاب بها لدرجة أنّهم سافروا إلى بيت عنيا ليتعلمِوا أكثرِ.
في اليوم التالي أغلق السيد المسيح ثلاثة عقودِ من قاعةِ المحاضرات, كي يعظ تلاميذه ورسله على انفراد. كرّرَ في هذه المناسبةِ وصاياه المبكّرةِ بخصوص صومِه في البرية. لمّحَ أيضاً عن عديد مِنْ الأحداثِ المرتبطة بحياتِه الماضيةِ، وقالَ لماذا وكَيف أختار التلاميذ.
أثناء هذا الجزءِ الأخيرِ مِنْ حديثِه، عَيّنَ التلاميذ أزواجِ أمامه. إلا يهوذا، على أية حال، تَكلّمَ لكن كلماتَ قليلة. الخيانة كَانتْ في قلبِه. لقد غضب وتقابلَ مَع الفريسيين. بعد الانتهاء مِنْ التلاميذ، أتجه السيد المسيح إلى الرسل وتَكلّمَ عن مهمتِهم, رَأيتُ بأنّ الجميع كانوا حزانى جداً. آلام السيد المسيح كَانتْ قُرْيبة
دامت تعاليم السيد المسيح الأخيرة في الهيكلِ قَبْلَ أحدَ السعف أربع ساعاتَ طوالَ. الهيكل كَانَ ممتلئ، وكُلّ من أرادَ أن يسَمْعه تمْكِنُ من أَنْ يَسمعه. نساء كثيرات سمعنه مِنْ مكان منفَصل مِن قِبل حاجز. لقد وضّحَ عديد مِنْ الأشياءِ مِنْ وصاياه السابقةِ وتصرفاتِه. تَكلّمَ عن شفاءِ الرجلِ في بركةِ بيت حسدا، وقالَ لِماذا شفاَه فقط في ذَلِك الوَقت؛ تكلم عن أقامة أبن أرملةِ نايين، وأيضاً عن ابنة يايرس، وقالَ لِماذا تَبعه أبن الأرملةِ مباشرةً، لكن يايرس لَم يتبعه.
ثمّ أشارَ إلى ما أَوْشَكَ أَنْ يَحْدثَ قريباً. وقالَ بأنّه سُيُتْرَكَ من خاصته. في بادئ الأمر سيدخل الهيكل بعظمةِ وعلانية منتصرِاً، وشفاه الرضعِ التي مَا سَبَقَ أَنْ تَكلّمتْ حتي الآن ستُعلنُ دخولَه. كثيرين سيَكْسرونَ غصون الأشجارِ ويَنْثرونَها أمامه، بينما سيضع الآخرون ثيابهم في طريقِه. لقد شَرحَ أن من نَثروا الأغصان أمامه، لن ينكرون عنه ما يمتلكونه، ولن يَظْلّوا مخلصون له، لَكنَّهم من يَنْشرونَ ملابسَهم في الطّريق سيفْصلُون أنفسهم عن ما لديهم، واضِعُينه على الإنسانِ الجديدِ، وسيَظْلُّون مخلصين له. لم يقل السيد المسيح أنّه سيَدْخلُ أورشليم على حمارِ؛ وبالتّالي، فكرِ كثيرين بأنه سيحتفل بدخولَه بعظمةِ وفخامة، بخيولِ وجِمالِ مع حاشيته. أحدثتْ كلماته هَمْس عظيم بين الجمهور. أنهم لَمْ يَأْخذوا عبارتَه. "خمسة عشرَ يوم" بشكل حرفي.
لقد فَهموا ذلك على أنه يقَصْد وقت أطول؛ لذا، كرّرَ السيد المسيح بشكل ملحوظ: "ثلاثة مراتِ، خمسة أيامِ "! هذا التعليم أحدث قلقِ عظيم بين الكتّبِة والفريسيين. دعوا إلى لقاء في بيتِ قيافا، وأصدروا تحريم ضدّ كل من يأوي‏ السيد المسيح أو تلاميذه. وَضعوا أيضاً الجواسيسَ عند البابِ يتَرَقُّبوه، لَكنَّه ظل مختفيا في بيت عنيا مَع لعاز



الفصل الثاني
دخول السيد المسيح أورشليم
ظل السيد المسيح مَع بطرس ويوحنا والعذراء المباركة مع ستّة مِنْ النساء القديسات، مختبئين عند لعازر. لقد كَانوا في نفس الشُقَقِ التى تحت الأرض التي اختبأ فيها لعازر أثناء الاضطهاد الذي ثارَ ضدّه. هذه الشُقَقِ كَانتْ تحت مؤخّرةِ البنايةِ، وأُثّثتْ على نَحْو كافٍ‏ بالسجادِ والمقاعدِ.
السيد المسيح، سويّة مع التلاميذ الثلاثة ولعازر، كَانَ في قاعة واسعة تستند على أعمدةِ وموقدِة بالمصابيحِ، بينما كانت النِساء القدّيسات في شُقَّة ثلاثية الزوايا مغلقة بالحواجز. كان بعض التلاميذ والرسل الآخرينِ قُرْب بيت عنيا، والباقين في مواضعِ أخرى. أخبرَ السيد المسيح التلاميذ بأنَّ الصباح التالي سيكون فاتحة يومَ دخولِه أورشليم، ووجّهَ كُلّ التلاميذ الغائبون كي يُستَدعوا. لقد جاؤوا، وكَانَ له لقاء طويل مَعهم. لقد كَانوا حزانى جداً. كَانَ السيد المسيح لطيفَ في أسلوبه نحو يهوذا الخائنِ وأتمنُه على لجنةَ لاستدعاء الرسل.
كَانَ يهوذا مولعا جداً بمثل هذه المهامِ، لأنه كَانَ يتوّقَ أن يُعتبر كشخص ذو مكانة وأهميةِ. بعد ذلك، قدّمَ السيد المسيح مثل عظيم للنِساءِ القدّيساتِ ولعازر. بَدأَ تعليمه بالكَلام عن الفردوسِ وسقوط آدم وحواء وعن الوعد بالفداء، عن تقدّم الشرِّ، وعن العدد الصغير للعُامّلِين الأمناء في جنة الرب. مِنْ هذا، أستمرَّ إلى مثلِ الملك الذي أمتلكَ حديقة رائعة. وأتته سيدةَ لابسة بشكل رائع، وأشارَت إلى حديقة بقُرْب حديقته ذات شجيراتِ عطرةِ وتخص رجل مؤمن. قالتْ للملكِ: " لأن هذا الرجلِ ترك البلدَ، يَجِبُ أَنْ تَشتري حديقتَه وتَزْرعُها بالشجيراتِ العطرةِ." لكن الملكَ أرادَ زِراعَة الثومِ والأعشابِ المماثلةِ ذات الرائحة القوية في حديقةِ الرجلِ المسكين، بالرغم من أن الملكِ نَظرَ إليها كبقعة مقدّسة يرَغبَ أن يري فيها فقط أجود النباتات العِطرة‏. سبّبَ الملكُ أن يُدعي الرجلَ الجيدَ، واقترحَ أنّه يَجِبُ أَنْ يُزيلَ هذا المكانِ أَو أن يَبِيعُ حديقتَه إليه.
ثمّ رَأيتُ الإنسانَ الجيدَ في حديقتِه. رَأيتُ أنّه زَرعَها بعناية وكُانْ يتوّقَ للاحتفاظ بها. لَكنَّه كان لا بُدَّ أنْ يَعاني اضطهاد عظيمَ. ذهب أعدائه رغم ذلك بعيداً محاولينَ رَجْمه في حديقتِه، وهو سَقطَ مريضاً. لكن الملكَ جاءَ أخيراً بكُلّ مجده إلى لا شيء‏، بينما الإنسان الجيد وحديقته وكُلّ ما يخصه أزدهر وأزداد. لقد رَأيتُ هذا ينشر البركة كأغصان الشجرة ويَمْلأُ كُلّ أجزاء العالمِ. رَأيتُ كل المثلَ بينما كان السيد المسيح يَرويه. لقد عَبرَ أمامي في مشاهد‏ وبَدا كتاريخ حقيقي. ازدهار حديقةِ الإنسانِ الجيدِ ظهرَ لي تحت شكلِ من الازدياد، مِنْ النمو، من تَطَوّرِ كُلّ أنواع الشجيراتِ، أيضاً الري بواسطة الينابيعِ البعيدةِ المُتَدفِّقةِ، كينابيع تفيض بالنور، وكما تذوّبُ الغيوم العائِمة في الأمطارِ والندى. تنَشأ البركة من هذه الينابيعِ وتنتشرِ حتى إلى أقاصي الأرض. شَرحَ السيد المسيح هذا المثلِ كإشارةِ إلى الفردوسِ، سقوط الإنسانِ، الفداء، ملكوت هذا العالمِ، وكرمة الرب، قالَ السيد المسيح، سَيُهاجمُ مِن قِبل أميرِ العالمِ، الذي يُسيء معاملة أبن الرب، الذي ائتمن إليه الأبَّ العناية به.
دَلَّ المثلَ أيضاً بأنّ كما الخطية والموت بَدءا في حديقة، هكذا آلامه التي أَخذَها على نفسه من قبل آثامِ العالمِ ستبْدأُ في حديقة، وبعد سُداد كل شئ، الغلبة على الموتِ ستكون بقيامته في حديقة.
تلي هذا التعليمِ وجبة خفيفة، واصلَ بعدها السيد المسيح حديثه مَع الرسل، الذين ما أن حل الظلامَ تُجمّعَوا في المنازلِ المجاورةِ. في وقت مبكّر من الصباح التالي أرسلَ السيد المسيح إرمنسير وسيلاس إلى أورشليم، لَيسَ بالطريقِ المباشرِ، بل فى طريق بقرب حدائقَ وحقولَ قُرْيبة من بيت حاجي.
لقد كانوا مُكُلّفين بجَعْل ذلك الطريقِ سالكِ بفتح السياج وإزالة الحواجزَ. أخبرَهم بأنّهم سيجدون أتان مع وليدها في المرعى قُرْب الخان خارج بيت حاجي التي بقرب الطريقَ، وأنهم يَجِبُ أَنْ يَشْدّوا الحمارَ إلى السياجِ، وإن سألهم أحد لماذا يفعَلون ذلك، يَجِبُ أَنْ يَرْدّوا بأنَّ الرب يريده هكذا.
بعد ذلك يَجِبُ أَنْ يُزيلوا كُلّ عقبة مِنْ الطريقِ المؤدي المؤدّي إلى الهيكلِ، وبعد أن يفعلوا ذلك يُرجعون إليه. لقد رَأيتُ الاثنين خلال رحلتِهم، يَفْتحُون السياج ويُزيلُوا كُلّ العوائق مِنْ الطريقِ. الخان العام الكبير، الذي بقُرْبه كانت الحميرِ تَرْعى في مرعى، كَانَ به فناء ونافورة. الحميرُ كانت تخص بَعْض الغرباءِ الذين كانوا يتركون دوابهم فيه عند الذْهابُ إلى الهيكلِ. رَبطَ الرسل الأتان كما طُلب منهم وتَركَوا المهرةَ طليقة. رَأيتُهم بعد ذلك يواصلون رحلتهم إلى الهيكلِ وفي الطّريق يَضِعونَ على جانبِ الطريق كل ما قد يكون عقبةَ. باعة الأطعمةِ، الذين طردهم السيد المسيح مؤخراً، كانوا قد أخذوا موقفَهم ثانيةً فى ركن قُرْب مدخلِ الهيكلِ.
ذهب التلميذان إليهم وطَلبا منهم ترك الموضع لأن الرب عَلى وَشَكِ أَنْ أن يدخلَ الهيكل. بَعْدَ أَنْ نفّذوا كُلّ مهمّتِهم، عادا إلى بيت حاجي من الطريقِ المباشرِ، علي الجانب الآخر من جبلِ الزيتون. في نفس الوقت أرسلَ السيد المسيح مجموعة من الرسل الأكبر سناً إلى أورشليم بالطريقِ المألوفِ, موصياً بعضهم بالذِهاب إلى بيتِ مريم مرقص وآخرون إلى فيرونيكا والبعض إلى نيقوديموس وإلى أبناءِ سمعان وإلى بعض الأصدقاءِ ويُخطرُوهم بدخولِه القريب لأورشليم .
بعد ذلك، رحل السيد المسيح مَع كُلّ التلاميذ وبقيّة الرسل إلى بيت حاجي. تتبعه النساء القديسات وعلى رأسهم العذراءِ المباركة. عندما وَصلتْ المجموعة إلي بيت مُعين على الطريقِ مُحاطَ بالحدائقِ، تَوقّفت لفترة طويلة. أرسلَ السيد المسيح اثنان مِنْ الرسل إلى بيت حاجي بأغطيةِ والعِبي التي جَلبوها مَعهم مِنْ بيت عنيا، كي يُعدا الأتان. أثناء ذلك أحتشدَ جمع هائلَ من الناس أسفل الرواق المفتوحِ. هذا الرواق كَان مُقام على أعمدةِ حيث اتخذت النساء القديسات موضعاً ليستِمعوا إليه. وَقفَ السيد المسيح على منصّةِ مرتفعةِ؛ الرسل والجمهورُ ملئوا الفناءَ. الرواق كان مُزُيّنَ بالخضرةِ والأكاليلِ.
الجدران كانت مُغطاة بالكامل بهم، ومِنْ السقفِ تَدلّت أكاليلَ لَطِيفةَ ورقيقةَ جداً. تَكلّمَ السيد المسيح عن البصيرةِ وعن ضرورةِ استخدام الإنسان لذكائِه، لأن الرسل سألوه بينما كانوا معه فى الطريقِ. أجابَ بأنّه كي يَتحاشى الإنسان الأخطارَ الغير ضروريةَ فأنه يَجِبُ أَنْ يَحْمي نفسه، ويَحْذرُ أَنْ لا يَتْركَ الأشياءَ للمُصَادَفَة؛ لذا طَلبَ أن تُقيد الأتان مقدماً.
ورتّبَ الآن السيد المسيح موكبه. طَلبَ من التلاميذ أن يتقدموا أمامه، اثنان اثنان، قائلاً أنّهم مِنْ هذه اللحظةِ وحتى بعد موتِه، يَجِبُ أَنْ يَتصدّروا الجماعةَ (الكنيسة) في كل مكان.
ذَهبَ بطرس أولاً، تَبعه أولئك الذين كَان عليهم حْملَ الإنجيلَ إلى المناطقِ الأكثر بُعداً، بينما كان يوحنا ويعقوب الصغير قبل السيد المسيح مُباشرة. حمل الجميع سعف النخل. ما أن رأي التلميذان اللذان كَانا يَنتظرانِ قُرْب بيت حاجي الموكبَ يَقترب، أسرعا للانضمام إليه، أَخْذين مَعهم الدابتين.
كانت الأتان مُغطاة بغِطاء مُزركَش تدلي حتي قدمِيها، الرأس والذيل فقط كانا المرئيين. وَضعَ الآن السيد المسيح عباءةِ العيد الجميلةِ التي مِنْ الصوفِ الأبيضِ والتي أحضرها أحد الرسل مَعه لذلك الغرضِ. لقد كَانَت طويلَة وتزخر بالحواشي. الزنَّار العريض الذي علي خصرِه يحَملَ نقشاً من الحروف. ثمّ وَضعَ حول رقبتِه شال عريض يصلَ حتي رُكَبِتيه، في نهايتيه شيءِ ما مثل الدروعِ مطُرّز باللون البني.
ساعدَ التلميذان السيد المسيح عل رُكوب الحمار. لم يكن للدابة لجامُ لكن كان يوجد حول رقبتِه شريطَ يتدَلّى طليقاً. لَستُ أَعْرفُ إن كان السيد المسيح رَكبَ على الأتان أَم على الُمهرة، لأنهما كَانا مِنْ نفس الحجمِ. ركضت الدابة التي بدون راكّب علي الجانبِ الآخرِ. سار أليود وسيلا على جانبي الرب وإرمنسير خلفه؛ ثمّ جاء الرسل الذين أتوا مؤخراً جداً، بعض مِنْ الذين أرجعهم مَعه مِنْ رحلتِه الرائعةِ الأخيرةِ، وآخرين كَانوا ما زالوا أكثر تأخّراً.
عندما أصطف الموكب، النساء القديسات، اثنان اثنان، وقفَوا فى المؤخّرةَ. العذراء المباركة، التي بَقيتْ في الخلفيةِ حتى الآن دائماً، ذَهبَت الآن علي رأسِهم. ما أن تَقدّمَ الموكبُ للأمام، حتي بَدأَ الجمع ينْشد، وشعب بيت حاجي، الذي تجمعَ حول التلميذان بينما كَانا يَنتظرانَ مجيء السيد المسيح، تَبعوه مثل سرب. ذكّرَ السيد المسيح الرسل بما قالَه لهم سابقاً ليلاحظوه، أعْنِي‏، أولئك الذين ينشرُون ملابسَهم في طريقِه، وأولئك الذين يقْطعُون أغصان الأشجارِ، وأولئك الذي يُكرمونه، لأن هؤلاء هم الذين كرّسوا أنفسهم ومُمتلكاتهم لمساعدتِه.
مِنْ بيت عنيا إلى أورشليم، المسافر في تلك الأيامِ يجد بيت فاجي على اليمين وبالأحرى أكثر في اتجاه بيت لحم. جبلُ الزيتونِ يفَصلَ الطريقين. يَمتدُّ على أرضِ ذات مستنقعات منخفضةِ وكَانَ موضع صَغير رديء يَشْملُ صفّ من البيوتِ على جانبي الطريقِ. البيت الذي كانت الحميرِ تَرْعى بقُرْبه كان يقع علي مسافةِ مِنْ الطريقِ في مرعى جميل بين بيت حاجي وأورشليم. على هذا الجانبِ يصعد الطريق ثانية، لكن على الجانب الآخر يهَبطَ إلى الوادي الذي بين جبلِ الزيتون وتلال أورشليم. تَأخّرَ السيد المسيح لفترة قصيرة بين بيت عنيا وبيت حاجي، وكَانَ ذلك على الطريقِ الذي ينتظر خلفه التلميذان بالدواب.
في أورشليم، بدأ الباعة والناس الذين طلب منهم إرمنسير وسيلا فى ذلك الصباحِ أن ينظِّفوا الهيكلِ لأن الرب آت، فى تَزيين الطريقِ فوراً وبِابتهاج.
اقتلعوا الأشجارَ والأغصان العليا وصنعوا منها أقواسَ، ثم علّقوا عليها كُلّ أنواع الفاكهةِ الصفراءِ مثل التفاحِ. الرسل الذين أرسلهم السيد المسيح إلى أورشليم وأصدقاء غير معدودين الذين جاءوا إلى المدينةِ لأجل العيدِ الذي كان يقترب, كان الطرق يعْجُّ بالمسافرين وأحتشد عديد مِنْ اليهود الذي كَانوا حاضرين في حديثِ السيد المسيح الأخير على ذلك الجانبِ من المدينةِ الذي تُوقّعَوا أن يدُخل منه.
كان هناك عديد مِنْ الغرباءِ في أورشليم. لقد سَمعوا عن أقامة لعازر وتَمنّوا رُؤية السيد المسيح. حينئذ عندما انتشرت الأخبار بأنّه يَقتربُ، خَرجوا أيضاً للقَائه. الطريق مِنْ بيت حجي إلى أورشليم كان يمَرَّ عبر الجزءَ المنخفض من وادي جبلِ الزيتون، الذي لم يكَنَ مرتفعاً حيث شُيد الهيكل.
بالصُعُود مِنْ بيت حجي إلى جبلِ الزيتونِ، يستطيع المرء أَنْ يَرى من خلال التلالِ العاليةِ التي تجاور الطريقَ على الجانبين، الهيكلَ مُنتصباً أمامهم. مِنْ هذا الطرفِ إلى أورشليم، الطريق كَانَ مبهجَ، ممتلئ بالحدائقِ الصغيرة والأشجارِ. أتتْ الحشودُ مِنْ المدينةِ لاستقبال التلاميذ والرسل، الذين كَانوا يَقتربونَ بالترانيم والأناشيد الدينية. في هذه الفترة الحاسمة‏، جاء بعض شيوخ الكهنةِ من مكتبِهم إلى الطريقِ وأوقفَوا الموكب. أوقفتْ الحركةُ الغير متوقّعةُ الغناء. دعا الكهنة السيد المسيح ليقَول ماذا يقَصدَ بمثل هذه الإجراءاتِ من ناحية أتباعِه، ولِماذا لا يَمْنعْ هذا الضجيجِ والاهتياج.
أجابَ السيد المسيح بأنّ إن صمت أتباعِه، لصرخت أحجار الطريقِ. بهذه الكلماتِ، أنسحب الكهنة. حينئذ عقد رؤساء الكهنة اجتماعا، وطَلبوا أن يُدْعَا أمامهم كُلّ أزواج وأقرباء النساء اللاتي خرجن من أورشليم مَع أولادهن للقاء السيد المسيح. عندما أتموا إجراءات مذكرةِ الحضور، أُغلقوا القاعة الكبيرة وبُعِثوا مبعوثين للتَجَسُّس على ما كان يجري. كثيرين من بين الحشدِ الذي تَبع السيد المسيح إلى الهيكل لم ينزعوا فقط الأغصان مِنْ الأشجارِ ونَثرَوها علي الطريقِ، بل خلعوا ثيابهم وفرشوها، يَغنّون ويَصِيحوا طول الوَقت. رَأيتُ كثيرَين عروا أنفسهم تماماً من ملابسِهم العلياِ لذلك الغرضِ. أندفع الأطفال مِنْ المَدارِسِ، ورَكضوا بابتِهاج مَع الحشودِ. فيرونيكا، التي كَانَ معها طفلان، ألقت حجابَها في الطريقِ وانتزعت حجاب آخراً مِنْ أحد أطفالِها وفرشته أيضاً.
انضمت هي وامرأة أخرى إلى النساء القدّيسات اللاتي كَن في مؤخّرةِ الموكبِ. كان هناك حوالي سبعة عشرَ منهن. كان الطريق مُغُطّى بالكامل من الأغصان والثياب والسجاد, تحرك الموكبَ بهدوء من خلال الأقواسِ العديدةِ التي غَطّتْ الفضاءَ بين الجدران على الجانبين.
بَكى السيد المسيح، وبَكى أيضاً التلاميذ، عندما أخبرَهم بأنَّ كثيرين من الذين يَصِيحونَ بالتسبيح الآن من الفرح سيَسْخرونَ مِنْه قريباً، وبأنَّ شخص معيَّن سيَخُونونَه. لقد نَظرَ على المدينةِ وبَكى على دمارِها القريب. عندما دَخلَ البوابَة، أصبحتْ نداءاتَ البهجةِ أعظمَ. مرضي كثيرين من كُلّ الأنواع كَانتْ قَدْ اقتيدت أَو حُمِلتْ إلى هناك؛ بسبب لذلك توقف السيد المسيح كثيراً، تَرَجّل وعالج الجميع بدون تمييز. عديد مِنْ أعدائه اختلطوا مع الحشدِ وأطلقوا نداءاتَ مُعينة لصنع تمردَ. كلما قرب الهيكل كلما كانت زينة الطريق أكثر روعةً. على الجانبين أقيمت الأسوار لتَشكيل مناطق توجد فيها حيوانات صغيرة ذات رِقابِ الطويلةِ وأطفال وخِراف، جميعهم مُزَيَّنين بالأكاليلِ وأكاليل الزهورِ حول رقابهم، كَانوا يطْفرُون كما لو أنَّهم في حدائقِ الصَغيرةِ. خلفية هذه الأماكن كَانتْ مُشَكَّلةَ مِنْ شُجيرات‏. في هذا الجزءِ من المدينةِ كانت توجد هناك دائماً، وخاصة قرب عيد الفصحِ، الحيواناتَ المعروضة للبيع كانت بلا عيوب وبدون بُقعّ، مُعدة كذبائح. للتَحَرُّك مِنْ بوابِة المدينةَ إلى الهيكل، بالرغم من أن المسافة حوالي نِصْفِ الساعةَ فقط، أَخذَ الموكبَ ثلاث ساعاتَ. فى هذا الوقتِ، أمر اليهود بأن تٌغلق كُلّ البيوت بالإضافة إلى بوابة المدينةَ، لكي عندما يريد السيد المسيح والرسل إعادة الحمار إلى حيث وَجدوه، يضطروا للانتظار داخل البوابِة حتى المساء. في المعبدِ كَانتْ النساء القديسات وحشودَ من الناس. كان على الجميع أنْ يظلوا طوال اليومَ بدون طعام، لأن هذا الجزءِ من المدينةِ كَانَ قَدْ أُغلق. المجدلية خاصة انزعجت بفكرِة أن السيد المسيح لم يتناول أي طعام.
قرب المساء فُتِحَت البوابة ثانيةً، رَجعتْ النِساءَ القدّيساتَ إلى بيت عنيا، وعاد السيد المسيح بعد ذلك مَع التلاميذ. كانت المجدلية قَلقَة لأن السيد المسيح وتلاميذه لم يتناولوا أي شئ فى أورشليم، أعِدّت وجبة لهم بنفسها. لقد حل الظلامَ عندما دَخلَ السيد المسيح فناء مسكن لعازر. أحضرت المجدلية حوض ماءِ وغَسلَت قدمَيه وجفّفتْها بمنشفة كَانَت على كتفِها.
الطعام الذي أعدّتْه لَمْ يكن مجرد وجبة عادية، كَانَ مجرّد طعام. بينما كان الرب يَتناولُه، اقتربت وسَكبتْ طيباً على رأسهِ، لقد رَأيتُ يهوذا، الذي مَرَّ عليها في هذه اللحظة، يُغمغمُ باستياء، لَكنَّها أجابتْ غمغمته قائله إِنَّهَا لا تستطيع أَنْ تَشْكرَ الرب كفاية عن كل فعَلَه لها ولأَخِّيها.
بَعْدَ أَنْ ذلك ذَهبَ السيد المسيح إلى منزل يخص سمعان الأبرص، حيث أجتمع بِعض مِنْ الرسل، وعلّمَ لفترة قليلة. مِنْ هناك خَرجَ إلى خان الرسل، حيث تَكلّمَ لبَعْض الوقتِ، وبعد ذلك عادَ إلى بيتِ سمعان الأبرص. بينما كان السيد المسيح ذاهِباً فى اليوم التالي إلى أورشليم مَع التلاميذ، كَانَ جائعا، لَكنَّ ذلك بَدا لي بأنّه كَانَ بعد تغيير اليهود وإتمامِ مهمّتِه. لقد أشتاق لساعةِ انتهاء آلامِه، لكونه يَعْرفُ ضخامتَها ويَرهبها مُقدماً. ذَهبَ إلى شجرة تين على الطريقِ ونَظرَ إليها. عندما لم يرَى أي ثمارِ، بل مجرد أوراقَ، لَعنَها بأنّ تذْبلَ ولا تعد تُعطي ثمر فيما بعد. وهكذا كان، كما قال، يَكون لأولئك الذي لا يَعترفَون به. لقد فَهمتُ بأنّ شجرةَ التين ترمز للشريعة القديمَة؛ الكرمة الجدّيدة. كان طّريقه إلى الهيكل، رَأيتُ أكوام من الأغصان والأكاليلِ مِنْ غلبة الأمسِ.
في الرواق الخارجيِ للهيكل، كان عديد مِنْ الباعةِ قد أخذوا أماكنهم مرة أخري. البعض مِنْهم كَانَ يضع حقائبِ على ظهورِهم، أَو صناديق، كانوا بإمكانهم أَنْ يَفْتحوها وتوضِع على ركيزة. لقد كانوا يحملون الركائز معهم. عندما تطَوى، تكون مثل عصا مشي. رَأيتُ أكوامِ من النقود على الموائدَ, مرَبوطَة معاً بطرق مختلفة بقيودِ صَغيرةِ وخطّافاتِ وحبالِ، كي يُشكّلَوا أشكالَ مُخْتَلِفةَ. البعض كَان أصُفر؛ الآخر أبيض وبني وألوان متنوّعة. أعتقد أنها كَانت قِطَعَ من النقودِ مُعدة لأنواطِ الزينةِ. رَأيتُ أيضاً أعدادَ من أقفاصِ الطيورِ، موضوعة فوق بعضها البعض وفي أحد الأروقة، كان هناك عجولَ وماشيةَ أخرى. أمر السيد المسيح التُجّار أن يخرجوا، وما أن تَردّدوا في طَاعَته، ضفُر طوق كسوط وطردهم من جهة لأخرى ومن الفِناء‏ الذى خلف الهيكل.
بينما كان السيد المسيح يُعلّمُ، أرسل بَعْض الغرباءِ الذين مِنْ اليونان خدامَهم ليطَلَبوا مِنْ فيلبس إن كان بإمكانهم أَنْ يَتحدّثوا مَع الرب بدون الاندماج مع الحشدِ. نقل فيلبس الطلب إلى أندراوس، التي نَقلها بدوره إلى الرب. أجابَ السيد المسيح بأنَّه سيُقابلُهم على الطريقِ بين بوابِة المدينةَ وبيتَ يوحنا مرقص عندما يَتْركَ الهيكلَ ليعَود إلى بيت عنيا.
بعد هذه المقاطعةِ، واصلَ السيد المسيح حديثه. لقد كان مُضطربَ كثيراً وعندما رَفعَ عينَيه إلى السماءِ، رَأيتُ ومضة من النور تَنْزلُ عليه مِنْ سحابة متألقة، وسمعت دوي عالي. نظر الناس لأعلي خائفينِ، وبدءوا بالهَمْس إلى أحدهما الآخر، لكن السيد المسيح واصل بالكَلام. تكرّرَ هذا عدّة مرات، بعد ذلك رَأيتُ السيد المسيح يَنْزلُ مِنْ كرسي المعلّمَ ويَختلطُ مع الرسل بين الجمهور، ويُغادرُ الهيكلَ.
عندما كان السيد المسيح يُعلّمَ، القي الرسل حوله عباءة بيضاء مِنْ عباءات المراسم والتي كانوا يحَملونها دائماً مَعهم؛ وعندما تَركَ كرسي المعلمين، أزالوها كي تكون ملابسه مثل ملابس الآخرين، لقد تمْكِنُ من أَنْ يَهْربُ بسهولة من إخطارِ الجمهورِ. حول كرسي المعلّمَ كَانتْ هناك ثلاثة منصات‏، واحده تلو الأخرى، كُلّ واحدة مسورة بدرابزين‏ مُزُخرفَ بنَحْت. أنني لم أرَي أي صورِ مَنْحُوتةِ في الهيكلِ، بالرغم من أنه كان هناك كل أنواعَ الزينات: نباتات مُعرشة‏، عناقيد عنب، حيوانات للذبائح، وأشكال تُشبه الأطفالَ المُقمطين. كان نور الشمس ما زالَ ساطعا عندما وَصلَ السيد المسيح وأتباعه بيتِ يوحنا مرقص. هنا وقف اليونانيون وتَكلّمَ السيد المسيح معهم بَعْض دقائقِ. كان مع الغرباء بَعْض النساء، لَكنَّهم ظلوا واقفين فى الخلف. إن هؤلاء الناسِ اهتدوا. كَانوا من بين أولِ من أنْضِم للتوابعَ في عيدِ العنصرة ونالوا المعموديةِ.


الموضوع الأصلي : آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح  المصدر : منتديات كنيسه بيت ايل المطريه
منتديات كنيسه بيت ايل المطريه
waled2025
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفلاعلان

 

آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1